مع بداية الموسم الجديد في أوروبا، ظهر تكتيك غريب هزّ عرش كرة القدم التقليدية، وجعل الكثير من الجماهير والمحللين يتحدثون عنه: ركلة البداية على طريقة الرغبي. أسلوب ابتكره باريس سان جيرمان، وانتشر كالنار في الهشيم داخل الدوري الإنجليزي الممتاز.
ما هو التكتيك الجديد؟
بدلًا من أن يبدأ الفريق المباراة بتمرير الكرة للخلف أو تدويرها بين المدافعين، يقوم اللاعب بركل الكرة مباشرةً نحو الراية الجانبية في نصف ملعب الخصم. الهدف واضح: إجبار المنافس على الخطأ، والضغط العالي منذ الثانية الأولى. وكأن المباراة تبدأ بفرصة هجومية مباشرة بدلًا من الاستحواذ البطيء.
من باريس إلى إنجلترا
فكرة الركلة جاءت أولًا من باريس سان جيرمان تحت قيادة لويس إنريكي. لكن سرعان ما لاقت إعجاب مدربي البريميرليغ. اليوم، أكثر من 70% من الأندية الإنجليزية طبقوا هذه الفكرة، مثل مانشستر يونايتد، نيوكاسل، كريستال بالاس وحتى أرسنال.
المدهش أن هذا التكتيك لم يُعتبر مجرد "حركة جديدة"، بل تحول إلى قاعدة في مباريات الدوري الممتاز.
لماذا نجح؟
-
ضغط مبكر: يضع الخصم تحت ضغط هائل منذ اللحظة الأولى.
-
مفاجأة تكتيكية: كثير من الفرق لا تكون مستعدة لمثل هذا النوع من البدايات.
-
خلق فرص: بدلاً من بناء اللعب ببطء، تبدأ المباراة بمحاولة هجومية قد تؤدي لهدف مبكر.
هل هو مجرد موضة؟
البعض يرى أن هذه الفكرة قد تكون مجرد "صرعة تكتيكية" سرعان ما تختفي. لكن ما يثبت عكس ذلك هو تبنّي كبار المدربين لها في أقوى دوري بالعالم. بل إن محللين شبهوها بثورة "التيكي تاكا" قبل سنوات، لكن هذه المرة مع التركيز على اللحظات الأولى من اللعب.
ماذا عن الأندية العربية؟
هنا تبرز فكرة مثيرة: لماذا لا نرى أندية في الدوري السعودي أو المصري أو الإماراتي تجرب هذا التكتيك؟ في ظل وجود نجوم كبار في دورينا العربي مثل رونالدو وبنزيمة ونيمار، قد يكون تطبيق هذه الخطة عنصر مفاجأة يُربك الخصم منذ البداية ويُحمّس الجماهير.
الخلاصة
كرة القدم تتغير باستمرار، وما كان يبدو تفصيلاً صغيرًا كركلة البداية صار اليوم جزءًا من الحرب التكتيكية بين المدربين. تكتيك الرغبي قد لا يكون النهاية، لكنه يثبت أن كرة القدم دائمًا تبحث عن أفكار جديدة تقلب الموازين.